الخميس، 13 أغسطس 2009

بحث عن : ختان الاناث





مقدمة

لكل مجتمع عادات وتقاليد راسخة في العقول ومتمركزة في الأبدان ، هذه العادات منها الصالح الذي يقوى الروابط الاجتماعية والعلاقات الإنسانية مما يؤدي إلى خلق مجتمع متماسك ومتعاون تقوى به الدولة ؛ ومنها الطالح الذي يهدم المجتمع ويقسمه ويزيد من خلافاته وتوتراته ، وهذه العادات يجب أن يتم الحد منها حفاظاً على المجتمع ؛ فمثل هذه العادات الموروثة تكاد تكسر القوانين المسنونة من قبل الدولة ، وذلك لأن مصدر قوتها هو إيمان الناس بها وبوجوب تنفيذها لذلك فهي تقوي على القانون . فهناك عادات ليس لها أساس من الدين وليس لها أي فائدة ، وعلى الرغم من ذلك يحرص الجميع على إتمامها وأدائها . وعلى العكس تماماً حيث هناك قيم ومبادئ مرتبطة بالدين ولها أساس قوي وفوائد عديدة ، وعلى الرغم من ذلك يهملها العامة ويتغاضون عنها وعن تنفيذها . وأيضا هناك نوع ثالث من العادات وهو الأكثر جدلاً ؛ تلك العادات التي ينقسم حولها المجتمع ما بين مؤيد ومعارض وآخر حائر لا يعلم ما إذا كانت هذه العادة واجبة أم جائزة أم مرفوضة . فقضية مثل قضية ختان الإناث أصبحت الآن محل جدل كثير من الناس ، لذا فنحن نعتبرها من النوع الثلاث من العادات . ختان الإناث له فوائد وأيضاً له أضرار . فالبعض يتخذ فوائدها سبباً من أسباب وجوب الحد منها ومكافحتها . ففي هذه القضية كثير من الجدل حول المرأة وحقوقها والعنف الموجه ضدها في كثير من الأمور ومنها ممارسة هذه العادة عليها . لذا سنبحث في هذه القضية الشائكة محاولين الوصول إلى ما إذا كانت لها أصل ديني أو صحي مما يدفعنا إلى الحد منها والقضاء عليها للمحافظة على المرأة وحقوقها ومحاربة كافة أنواع العنف الممارس ضدها ؛ حفاظاً على مجتمعنا المصري وروابطه الإنسانية الحميمة .


المشكلة البحثية :-
هناك العديد من الأسئلة الهامة التي تطرحها هذه القضية ؛ ولكن السؤال الرئيس الذي يراود أذهاننا هو عن مدى وجوبها ومدى رفضها .
السؤال الرئيسي :
هل هذه العادة " ختان الإناث " واجبة الحدوث أم غير واجبة الحدوث ؟
ومن هذا السؤال الرئيسي نفترض أن :-
الغرض الرئيسي :-
أن هذه العادة " ختان الإناث " غير واجبة الحدوث ومفروضة اجتماعيا وصحياً ونفسياً ودينياً .
لقد أثار السؤال الرئيسي السابق عديد من الأسئلة الفرعية حول هذه القضية آلا وهي :-
1. ما هي أسباب وجود هذه العادة ؟
2. ما هي الآثار الناتجة عنها ؟
3. هل لهذه العادة فوائد ؟
4. ما هو رأى كل من الطب الحديث ، الدين ، القانون ؟
5. ما هي وسائل الحد من ممارستها ؟
هذه الأسئلة وغيرها يختلف كل منا في الإجابة عنها حسب رؤية كل فرد لهذه القضية ؛ ولقد افترضت عدة افتراضات للإجابة عن هذه الأسئلة الفرعية ، وسوف يكشف البحث عما إذا كانت هذه الافتراضات صحيحة أم خاطئة . الافتراضات هي :-
1. أسباب وجود هذه العادة هي اعتقاد الناس أنها واجبة الحدوث ، بالإضافة إلى ارتباطها بالدين .
2. هناك أثار ضارة تسببها هذه العادة منها آثار صحية ، وجنسية ، ونفسية واجتماعية ، واقتصادية .
3. نعم هناك فوائد كثيرة من جراء هذه العادة .
4. إن آراء كل من الطب والدين والقانون معارضين لهذه العادة ويروا ضرورة الحد منها .
5. وسائل الحد منها يرجع إلى تفعيل دور الإعلام ونشر الثقافة الصحيحة والسليمة داخل المجتمع .

 تحديد الدراسة :-
مكان الدراسة :-
إن ظاهرة " ختان الإناث " تنتشر في مصر وعدد من الدول العربية والأفريقية ، وسوف نتناول دراسة هذه الظاهرة في مصر بصفة عامة ، والشرقية بصفة خاصة ؛ باعتبارها إحدى محافظات مصر المأهولة بعدد كبير من السكان والتي تشغل مساحة كبيرة من أراضي الدولة ، كما أن هذه الظاهرة " ختان الإناث " تتم بها بصورة كبيرة .

زمان الدراسة :-
إن الدراسة ستتناول بعداً تاريخياً لمعرفة سبب وجود هذه الظاهرة وموقف الاتفاقيات الدولية منها ؛ ونظراً أن هذا البعد التاريخي شبه حلقات غير متصلة – فسيتم البحث في العام الحالي ( 2008-2009 ) .

مجال الدراسة :-
الدراسة برمتها تدور داخل المجال الاجتماعي ، فظاهرة الختان تدخل في نطاق الأسرة والمجتمع . لذا فسيكون مجالنا الأساسي هو المجال الاجتماعي .

منهج الدراسة :-
لقد اخترت منهجين أساسيين للبحث في هذا الموضوع المثير للجدل . هذا إن المنهجان هما :-
(1) المنهج الوصفي :-
وسيتم الاستفادة منه في وصف القضية وأبعادها وآثارها كما إننا سنستفيد منه فى دراسة الحالات التي تم اختيارها لتكون دليلاً على صحة البحث وصحة افتراضاته .

(2) المنهج التحليلي :-
سيتم استخدام هذا المنهج إلى جانب المنهج الوصفي ، حتى لا يكون البحث مجرد رصد للواقع دون وجود تحليل لهذا الواقع والعليق عليه .
لذا فكلا المنهجان مهمان في الدراسة ، وسوف يتم استخدامها في كل الفصول معاً دون انقسام .

الأدبيات السابقة :-
لقد تناولت عديد من الكتابات ظاهرة " ختان الإناث " ولكن هذه الكتابات تناولت الظاهرة كموضوع فرعي وليس كموضوع أساسي . من هذه الكتابات ، ما جاء به د/ فؤاد عبد الكريم في كتابه " العدوان على المرأة في المؤتمرات الدولية " . فقد ذكر الإجراءات المتعلقة بالموقف من خفاض الأنثى ، مشيراً إلى ضرورة منع ممارسات البتر التي تتبع بالنسبة إلى المرأة ، ولكنه لم يذكر الآثار الناتجة عن هذه الظاهرة وكذلك رأى الطب والدين حول هذه القضية .

وكذلك ذكرت د/ وصال عفيفي في ورقتها " الحركة النسائية للمرأة والحقوق الجنسية للمرأة المصرية " أنه عندما تدخل المرأة إلى سوق العمل ، تجد أن الرجال الذين يقال لنا طيلة الوقت إنهم الكائنات العاقلة البعيدة عن التأثر هم في الوقت ذاته عاجزون عن التحكم في نوازعهم الجنسية في وجود الفساد , فقد اتهمت " د/ وصال عفيفي " الرجال بأنهم أيضاً مسئولين مما يحدث في المجتمع من انحرافات وأخطاء مثل ظاهرة " ختان الإناث " ، ولكنها لم تتطرق إلى آثار الظاهرة ونتائجها وأسبابها .
بينما " د/ سلمى جلال " فقد أشارت إلى الظاهرة وأثارها الصحية فقط وذلك في ورقتها " حق المرأة المصرية في الرعاية الصحية " وذلك كان ضمن فعاليات " مؤتمر أوضاع المرأة المصرية بين الواقع والمأمول " . فقد أهملت " د/ سلمى جلال " أسباب الظاهرة وآثارها الجنسية والنفسية والاقتصادية .


تقسيم الدراسة :-

1. مقدمة .
2. المشكلة البحثية .
3. الفصل الأول :- ماهية ختان الإناث .
4. الفصل الثاني :- آثار الختان على صحة المرأة .
5. الفصل الثالث :- آراء حول الختان .
6. الفصل الرابع :- حالات وتوصيات .
7. خاتمة .
8. المراجع .
9. الفهرس .

ختان الإناث :-
من مسمياته :- البتر التناسلي للإناث ، بتر الجهاز التناسلي الخارجي للأنثى ، وطهارة البنات .
ختان الإناث عادة اجتماعية موروثة نتيجة تقليد عميقة الجذور تأثر بالثقافة الأفريقية المنتشرة في بلدان وأجزاء من بلاد أخرى في أفريقيا . ومن المؤكد تاريخياً أن المجتمع المصري قد عرف ختان الإناث قبل اعتناقه المسيحية والإسلام ، ومن المحتمل انه دخل مع غزو الأحباش لها في عهد الأسرة الخامسة والعشرين . فهو عادة إفريقية قديمة بدأت في وسط أفريقيا ، وليست عادة مصرية ، فقد بدأت فى مصر فى العهد الفرعوني الحديث مع الاحتلال الأثيوبي السوداني لمصر .


وختان الإناث من الممارسات القاسية والعنيفة ضد الطفلة الأنثى والنساء عموماً ، ولكن لا يشعر المجتمع بعنفها لكثرة ممارستها ، حيث تجري للفتيات في مصر غالباً ما بين 10:6 سنوات أي قبل بلوغهن الحيض ، ومما ساعد على انتشار تلك العادة واستمرارية ممارستها الدوافع والمعتقدات الاجتماعية الخاطئة التي ترى في هذه الممارسة حماية للفتاة من الانحراف وضمان لحسن أخلاقها وعفتها وأنها تساعد على بلوغ البنات واكتمال أنوثتهن ، كما إنها نظافة لهن ولذلك يطلق عليها البعض طهارة البنات .
هناك عدة اعتقادات يؤمن بها العامة ، ويروا من خلالها ضرورة ووجوب ممارسة هذه العادة على البنات من هذه الاعتقادات :-
- أنه عمل حثت عليه الأديان .
- يحافظ على العفة حيث أن تلامس الملابس واحتكاكها بالبظر يثير البنت فيجب ختانها .
- يعطيها النظافة والنقاء .
- يعطى الجهاز التناسلي الشكل الجميل .
- يزيد الفرصة في الزواج حيث أن الأزواج لا يتزوجون الأنثى غير المختونة .
- حتى لا يمنع الحمل وتزيد الخصوبة ، فالبظر يفرز إفرازات قاتلة للحيوانات المنوية .
- يمنع الخيانة الزوجية .
- يعطيها إحساس الأمومة .
- يزيد من متعة الرجل .
- بظر الأنثى ممكن أن يجرح عضو الرجل – فالفرج له أسنان تضر الرجل والبظر هو آخر سن يجب قلعه .
- بظر الأنثى ممكن أن يجعل الزوج عاجزاً جنسيا .
- بظر الأنثى ممكن أن يجرح رأس الطفل أثناء الولادة ويؤدي حتى إلى وفاته .

 التعليق على الاعتقادات السابقة :-
بالنسبة إلى الاعتقاد القائل بأن طهارة البنت أو ختان الأنثى يحافظ على البنت ويعفها مشيراً إلى أن تلامس الملابس واحتكاكها بالبظر يثير البنت ، نجد أن هناك خطأ ؛ فالإثارة أساسها الشهوة ؛ والشهوة تنبع من النظر إلى الحرام أو ملامسة الرجل للمرأة ، بينما حالة احتكاك الملابس بالعضو التناسلي للبنت فذلك نجد أنه يؤدى إلى حدوث الالتهابات التناسلية الحادة ؛ وذلك لا يحدث في كل الحالات ، وإنما يحدث في حالة نمو العضو التناسلي للبنت نمواً أكثر من الطبيعي ، ففي هذه الحالة يجب إجراء عملية جراحية كأي عملية عادية ؛ إلا أن نمو العضو الأنثوي بدرجة كبيرة نجده في المناطق الصحراوية الحارة .
حيث أن مثل هذه المناطق تساعد على نمو هذا العضو بدرجة أكبر من الطبيعي.

أما بالنسبة للاعتقاد القائل بأنه يعطي الجهاز التناسلي الشكل الجميل ؛ فقد تحدثت مع إحدى الطالبات طب الزقازيق ، وأكدت لي هذه الطالبة انه بالفعل يقوم بعض البنات بإجراء هذه العملية من أجل إكساب الجهاز التناسلي الشكل الجميل مما أثار الدهشة لدي . وهذا اتجاه آخر لا يهمنا ، حيث أن هؤلاء البنات يقومون بإجراء هذه العملية بمحض إرادتهم ؛ دون إجبار من أحد .

أما بقية الاعتقادات القائلة أن إجراء هذه العملية يزيد الفرصة في الزواج ويساعد على الحمل ويزيد الخصوبة ويعطي المرأة الإحساس بالأمومة ويزيد من متعة الرجل ؛ فسيتم التعقيب عليها من خلال دراسة الحالات في الفصل الرابع .

يتم إجراء عملية " ختان الإناث " في السن التي يسهل فيها على الطبيب فصل القلفة عن خشغة البظر وقطعها دون أن تأخذ معها أي جزء آخر من المنطقة المجاورة . ويختلف ذلك مع أنثى وأخرى . ويتم الختان في العمر ما بين 6-10 سنوات في عدم وجود موانع ، كما يمكن تأجيله إلى أي سن .

في بعض الحضارات ، كانوا يقومون بعملية الختان وذلك في إطار الاعتقادات ( طقوس الخصوبة ) وهي وهب جزء من عضو التناسل كتضحية وقربان لإله الخصوبة ، حيث تختن الأنثى ويلفون ما قطع منها على هيئة حجاب تربط حول عنقها وفي موسم معين تلقيه الأنثى في النهر .

عادة " ختان الإناث " هي أمر مرفوض من الناحية الأخلاقية ، وليست لها أساس في مصر القديمة – فقد اعتاد المصريين قديماً تدوين ما كانت عليه حياتهم من عادات وتقاليد ، وتوثيقها ، إما كتابة أو نقشاً .. لذا نجد من البرديات والجداريات ما يؤكد ممارستهم تقليد " ختان الذكور " وهو تقليد نقله بنو إسرائيل ، ومنهم إلي بني يعرب ، عن المصريين . أما عادة " ختان الذكور " فلا توجد وثيقة تؤكد ممارستها في مصر الفرعونية ، ولم يرد ذكر لها عند المؤرخ مانيتون ( 280قدم ) ، ولا عند هيرودوت ( 425 ق . م ) حينما زار مصر .. بل بالعكس ، كل ما عثر عليه من أدلة يوحي بأن المصريين جرموا تلك العادة .
وفي المتحف البريطاني توجد بردية لرسالة بالأحرف الديموتيقية ، أي الشعبية ، ترجع للعام 123ق.م ، مفادها أن شاباً من جنوب مصر طلب استعادة هدية ( الخطبة ) من فتاة ، كان مزمع أن يتزوجها ، لما اكتشف أنها مختتنة .
لا مراء أن " ختان الإناث " من الممارسات الاجتماعية غير السوية ، الهادفة للهيمنة على المرأة عبر التحكم في غرازها ، ويعد انتهاكاً لبدنها .. خلافاً لــ " ختان الذكور " ، الذي تزال فيه زائدة جلدية ، أي القلعة ، ويفسر بدواعي صحية .. فمتى كانت مصر الفرعونية تحكمها شريعة الغاب لتهدر حقوق المرأة وتنتقص من إنسانيتها ... ؟ والشاهد أخيراً أن ما يسمي بــ " الختان الفرعوني " ليس بعادة مصرية .... !

ونظراً لخطورة هذه العادة على المرأة ، فقد شكل السادس من فبراير لعام 2004 انعطافة جديدة لفعاليات المجتمع المدني ... ففي البيان الختامي لمؤتمر مكافحة العادات السيئة ، الذي عقد مؤخراً في أديس أبابا تحت رعاية منظمة اليونيسيف ( هيئة الأمم المتحدة للطفولة ) ، أعلن المجتمع الدولي السادس من فبراير يوماً عالمياً لمناهضة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث ، حيث دلل المسح الديموغرافي الصادر عن منظمة الصحة العالمية أن مليوني فتاة في العالم يخضعن لعمليات الختان سنوياً . وتقول التقارير أن هناك نحو 138 مليون فتاة وامرأة في 28 دولة إفريقية وبعض بلدان أسيا والشرق الأوسط ، شوهت أعضائهن التناسلية ، وبدرجات متفاوتة . وبحسب منظمة العفو الدولية ، تحتل مصر الصدارة ، بمعدل 97% في قائمة تلك الدول .

في هذا الإطار أطلقت مصر في الآونة الأخيرة حملة إقليمية ، بدعم من الاتحاد الأوروبي ، لمناهضة " ختان الإناث " . وخلال الندوات والفعاليات التي أعدت لبحث التدابير اللازمة لمواجهة تلك الظاهرة ، حيث تكرر الزعم ، من قبل البعض ، أن " ختان الإناث" موروثاً شعبياً ، ترجع أصوله إلي مصر الفرعونية.

كما يطلق جزافاً على أقسى أنواع الختان بــ " الختان الفرعوني " وهو يمارس في السودان وبعض البلدان الأفريقية . وكما ذكرنا من قبل أن مصر الفرعونية بريئة من هذه العادة .


آثار الختان على صحة المرأة :
قد ثبت علمياً أن الختان تنجم عن مضار صحية بدنية وانعكاسات نفسية سيئة ، تلازم الصغيرات على المدى القريب والبعيد ، حيث يخضعن لعملية بتر البظر ، جزء منه أو كله ، تجريها غالباً قابلة شعبية أو ممرِض، فى ظل ظروف غير صحية وبأدوات بدائية ، تحت دواعى العفة ، مما يؤثر سلباً على حياتهن الجنسية .

أما "الختان الفرعونى " فمضاره أسوأ من "ختان السنة " وهو يتمثل فى استئصال العضو التناسلى الخارجى بكامله وخياطة الأجزاء العليا من الفرج ، ولا تترك سوى فتحة صغيرة لخروج البول ودم الدورة الشهرية عند بلوغ سن الحيض ، تتسبب فى حدوث مضاعفات جانبية كاحتباس البول وعسر الطمس وآلام الجماع . وفى حالة الجماع تعانى المرأة كثيراً وكذلك فى حالة الإنجاب حيث يتعين شق الفرج لإخراج الوليد ثم تعاد خياطته من جديد .
كما أظهرت البحوث أن للختان آثاره الضارة فى عدة نواحى آلا وهى :
أضرار الختان الصحية :
مضاعفات الختان كثيرة ... خاصة وإن القائمين بها غير متخصصين وكثيراً ما يتعرض الأطباء لهذا الموقف مراراً من قبل المريضات حيث يسألن عن إمكانية القيام بعمل هذه العملية والحقيقة إن الأطباء لم يتم تدريبهم على إجراء هذه التداخلات وأنهم بالخبرة أصبحوا بعد ذلك يقومون بإعادة الخياطة القديمة إلى سابق عهدها بعد الولادة ... وفى حوالى 60% من هذه العمليات تجرى بواسطة الدايات وفى جو غير ملائم من ناحية التعقيم ولذلك فالأضرار تشمل مايلى :
1. الألم :
تجرى غالبية هذه العمليات بدون مخدر وفى منطقة شديدة الحساسية عند الطفلة مما يجعل الألم عنيفاً ومستمراً لفترة بعدها وفى هذا وحده ضرر نفسى بالغ للفتاة الصغيرة .
2. النزف :
ويعتبر من أخطر المضاعفات التى تحدث نتيجة لإجراء هذه العملية وهو إما نزف بسيط يمكن الحكم فيه بالوسائل التقليدية الغير طبية التى تمهد لحدوث الالتهابات مثل استعمال تراب الفرن أو مسحوق البن أو كما يحدث فى بعض الأحوال حيث تستعمل بعض الأعشاب القابضة مثل ( القرض) بما فيها من أتربة وتلوث وفى بعض الأحيان يكون النزف شديداً نتيجة لقطع شريان كبير أثناء الختان ويستدعى نقل الحالة إلى المستشفى وإجراء جراحة عاجلة وقد تحتاج الطفلة إلى نقل دم بما له من خطورة ، كذلك فإن بعض الحالات التى تعانى من أمراض الدم قد لا تكتشف الا نتيجة لحدوث النزف وقت الختان وفى الحالات التى تفشل فيها المحاولات الغير طبية التى يقوم بها القائم بالعملية أو الأسرة لوقف النزف يعود ويتكرر مرات أخرى ويسمى هذا النزف نزفاً ثانوياً ويكون علاجه أصعب وخطورته أشد وربما يؤدى إلى الوفاة .

3. التلوث والالتهابات :
حدوث التهابات نتيجة للتلوث حيث أن العملية تتم بدون تنظيف للمنطقة المعينة أو تعقيم للآلات المستعملة وكذا عدم تطهير يدى من يجرى العملية والمكان التى تجرى فيه مما يتسبب عنه حدوث التهابات موضعية تؤدى إلى تأخر التئام الجرح وقد يمتد الالتهاب إلى الجهاز التناسلى الداخلى أى إلى المهبل والرحم والبوقين أو قد يمتد إلى الجهاز البولى كالمثانة والكليتين وقد يكون هذا الالتهاب صديدياً أو نتيجة للإصابة بميكروب التيتانوس خاصة فى المناطق الريفية والشعبية .
4. اضطرابات التبول :
اضطرابات البول وتحدث هذه الاضطرابات فى صورة انحباس البول نتيجة للخوف من الألم وكذلك الحرقان أثناء التبول نتيجة لإصابة فتحة البول ( الصماخ ) البولى أو قناة مجرى البول أثناء عملية الختان ، خاصة إذا كان القائم بالعملية ليس على دراية بالتشريح الطبيعى للأجزاء التناسلية الخارجية وينتج عن ذلك إما احتباس فى البول أو سلس فى البول أو تبول لا إرادي فى بعض الأحيان .

5. الإيدز :
هناك بعض التقارير التى أظهرت وجود حالات ايدز ناتجة عند التلوث ( فى أفريقيا ) ، وفى بعض الأحيان ، قد تؤدى هذه العملية إلى إصابة المرأة بالإيدز نتيجة لتلوث الأدوات التى استخدمت فى العملية .

6. التشوه الخارجى :
التشوه الخارجى حيث يلتئم الجرح بنسيج ليفى محدثاً تشويها بالمكان وقد تحدث ندب مؤلمة نتيجة لحدوث الالتهابات وفى بعض الأحوال يحدث التشوية نتيجة لعدم إزالة أجزاء متساوية من على جانبى المنطقة أو نتيجة ترك زوائد جلدية تنمو وتتدلى بعد ذلك مما يستدعى تكرار إجراء العملية فى وقت قريب أو يستدعى إعادتها ومن ناحية أخرى نجد إن بعض الأورام تظهر فى مكان الطهارة فى منطقة البظر نتيجة لدخول خلايا الجلد فى المناطق تحت الجلد أثناء التئام الجرح وهذه الأورام تشوه المكان وتأخذ فى الكبر ويزاد حجمها مع الوقت وتستدعى جراحة لإزالتها .

7. مشاكل متعلقة بالولادة :
من أصعب الحالات هى حالات لسيدات أجريت لهن الختان الفرعونى حيث يصعب فى بعض الحالات حتى فحص السيدة فحصاً نسائياً نظراً لوجود فتحة ضيقة جداً ... وبالتالى يصعب تحديد وضعها ووضع الجنين ... كما أن الولادة قد تسبب تمزقات وتهتكات خارجية تشمل فتحة البول وفتحة الشرج ، ولذا لابد من فتح الخياطة ثم إعادتها بع الولادة ... وقد تؤدى الولادة المتعسرة إلى وفاة الجنين أثناء الولادة أو إلى ولادة طفل متخلف عقلياً نتيجة للضغط الزائد على الرأس بسبب طول مدة الولادة أو بسبب التدخل لاستخراج الجنين الذى تعسر ولادته بالآلات وجميع المضاعفات السابق ذكرها تحدث بصورة أوضح فى حالات الطهارة الفرعونية .

أضرار الختان الجنسية :
1. فض غشاء البكارة
مما لا شك فيه أن تعرض الأنثى لعملية الختان بطريقة لا إنسانية مصحوبة بآلام شديدة فى أعضائها التناسلية له مضاعفات خطيرة على هذا الجهاز وظائفه ومن هذه المضاعفات تكرار حدوث الصدمة النفسية مرة أخرى فى ليلة الزفاف حيث يصعب فض البكارة فى بعض الحالات نتيجة للخوف الشديد من الاقتراب من هذه المنطقة وفى حالات أخرى يؤدى فض البكارة إلى حدوث نزيف شديد سببه التئام الجرح بنسيج ليفى مما يستدعى نقل العروس إلى المستشفى لإجراء جراحة عاجلة .

2. ألم عند الجماع
نتيجة ضيق فتحة المهبل يصبح هناك ألم شديد وقت الجماع ، وجود الالتصاقات والالتهابات يزيد من هذا الألم مما يؤثر على العلاقة الحميمة بين الزوجين .

3. ضعف التجاوب الجنسى
مما لا شك فيه أن التبلد الجنسى بصوره المختلفة من ضعف التجاوب الجنسى أو عدم حدوث الشبق هو النتيجة الحتمية لاستئصال أجزاء هامة لها دور رئيسى وفعال أثناء اللقاء الجنسى مثل البظر والشفرين الصغيرين مثلما حدث لعديد من الحالات وكان نتيجة لذلك ، معاناة الزوجة من مشاكل عديدة مثل حدوث احتقان فى الحوض وظهور الإفرازات المهبلية غلأى جانب التوتر العصبى والنفسى الذى يؤدى إلى البرود الجنسى فلابد من توجيه التثقيف الصحى الكافى للأزواج والزوجات للتغلب على هذه المشكلة وتعريفهم بالمناطق البديلة للإثارة وذلك عن طريق التربية الجنسية والتربية الأسرية وبالنسبة للجيل القادم يكون التغلب على هذه المضاعفات بالإقلاع عن هذه الممارسة الضارة .

أضرار الختان النفسية والاجتماعية :
نجد أن ختان الإناث هو اعتداء صارخ على الكيان العضوى والنفسى للبنت يتم اسم التقاليد وتترك هذه العملية آثار نفسية سيئة ، فمهما كانت البنت صغيرة فهى تستطيع أن تقارن بين ما قدم إليها رشاوى مادية رخيصة وبين ما دفعته من كرامتها وصحتها ويترتب على ذلك فقدان ثقتها فى الآخرين وخاصة أنهم يمثلون أحب الناس إليها وهو الوالدان أو من يحل محلهما ويرتبط بالغدر والأذى الجسمى والنفسى بخلق الشعور بالظلم يستمر مع الفتاة طوال حياتها حتى ذا كبرت ودخلت فى معاناة العلاقة الزوجية الخاصة زاد هذا من إحباطها ورفضها وغضبها مما قد يهدد استقرار الأسرة وبنائها .

أضرار الختان من الناحية الاقتصادية :
نرى أن حالات الختان تشكل عبئاً على دخل الأسرة وعلى الخدمات الصحية للدولة عندما تلجأ الفتاة أو السيدة إلى المستشفيات العامة أو المؤسسات الصحية الأخرى للعلاج ومن أمثلة ذلك حالات النزف بعد الطهارة مباشرة .






آراء حول الختان :
هناك عدة آراء حول الختان ومدى جوازه ووجوبه وسنتناول آراء كل من :
1. رأي الدين
2. رأي القانون
3. رأي وزارة الصحة والسكان
4. رأي نقابة الأطباء
5. آراء المؤتمرات والمنظمات حول هذه القضية

1- رأي الدين
اختلف العلماء في ظاهرة ختان الإناث ، والأحاديث الواردة فيه لم يصح بها شيء يدل على الوجوب . ومن أشهر الأحاديث في هذا الموضوع ، حديث أم عطية التي كانت تخفض – ويسمى الختان في حق الأنثى خفضاً – وأن رسول الله صلى الله علية وسلم قال لها " يا أم عطية اخفضي ولاتنهكي ، فإنه أسرى للوجه ، وأحظى عند الزواج " ، ونص الحديث عند أبي داوود " لا تنهكي ، فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب للبعل " . وعقب أبو داوود فقال : ليس هو بالقوى ، وقد روى مرسلاً . وهذا يدل على أن أبا داوود – رحمة الله – أخرجه ليبين ضعفه – وحتى لو صح الحديث فليس فيه أمر بختان الأنثى والذي فيه : نهى عن المبالغة في القطع ، فإذا كان هناك خفض فلا يجوز أن تكون مبالغة .

وفي حديث آخر عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله علية وسلم " إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل " فنجد في هذا الحديث أنه لم يأمر بالختان أو وجوبه ، إنما استخدم المصطفى لفظة " الختان " كوصف للعضو التناسلي للمرأة " ، فما أوجب في الحديث إلا الغسل ".
وقال الماوردي الشافعي " وأما خفض المرأة فهو قطع جلدة في الفرج فوق مدخل الذكر ومخرج البول على أصل كالنواة ، ويؤخذ منه الجلدة المستعلية دون أصلها " . فهذا هو الختان الذي أمر به المصطفى وأما ما يتم في مناطق كثيرة من العالم ومنه بعض بلاد المسلمين ، مثل الصومال ، السودان ، وأرياف مصر ، من أخذ البظر بأكمله ، أو أخذ البظر والشفرين الصغيرين ، أو أخذ ذلك كله مع أخذ الشفرين الكبيرين ، فهو مخالف للسنه ، ويؤدي الى مضاعفات كثيرة ، وهو الختان المعروف بإسم " الختان الفرعوني " ، وهو على وصفه لا علاقة له بالختان الذي أمر به النبي صلى الله علية وسلم .

ونتساءل لماذا اشرع الإسلام ختان الاناث ؟
نجد أن الاسلام شرع هذه العملية لعلتين :
1- لازالة النتن الذي يكون في أعلى البظر ، قال ابن منظور – رحمة الله – في مادة " خن " :( اللخن قبح ريح الفرج ، وامرأة لخناء ، واللخناء التي لم تختن ، وفي حديث عمر : ياابن اللخناء وهي التي لم تختن ، وقيل اللخن النتن ) .
2- تقليل شهوة المرأة ، ولهذا يقال في المنابذة : يابن الغلفاء ، وقال شيخ الاسلام ابن تميمة : ( ولهذا يقال في المشاتمة ياابن الغلفاء ، فان الغلفاء تتطلع الى الرجال أكثر ، ولهذا يوجد من الفواحش في نساء التتار ونساء الفرنج ما لا يوجد في نساء المسلمين ، واذا حصلت المبالغة في الختان ضعفت الشهوة ، فلا يكمل مقصود الرجل ، فإذا قطع من غير مبالغة حصل المقصود بالاعتدال ، والله أعلم .) وفي ذلك تقليل لاشاعة الفاحشة في الذين آمنوا .
فإذا كانت هذه هي الاسباب التي شرع الاسلام من أجلها ختان الإناث ، فما هي فوائد ختان الإناث السني ؟
نجد ان ختان الاناث السني له فوائد يراها بعض الاطباء الا وهي :
1. اتباع السنة .
2. ذهاب القلمة والشبق – تعديل الشهوة
3. منع الالتهابات " الميكروبية " التي قد تجتمع تحت القلفة للانثى .
4. تقليل حدوث إصابات سرطان الفرج عند المختونين رجالاً ونساءً .
5. تقليل الاصابات بالامراض الجنسية الناتجة من الزنا واللواط مثل الهربس ، والقرحة الرخوة ، والورم المضبني ، والزهري .
6. نيل الحظوة عند الزواج .

إن الفائدة الأساسية التي يدور حولها رأي الدين في شريعة ختان الإناث هي تعديل الشهوة لدى النساء بالإضافة إلى إتباع السنة ولكن ما هو سنة ليس هو فرض بالضرورة لذا فيجوز الختان ولا يجوز ، فيجب أن يكون الختان عند الحاجة أو الضرورة فقط ، فليست كل بنت وجب ختنها فهذه العملية يلجا إليها عند الضرورة فقط ، فالضرورة هي التي توجبها . وذلك لان هناك أضرار كثيرة للختان آلا وهي :

أشار الدكتور " جمال أبو السرور " أستاذ النساء والتوليد الى أن عملية الختان وما يتم فيها من عذاب ومعاناة للفتاة تسبب العديد من المضاعفات حتى وان اجريت تلك العملية على أعلى مستوى طبي ، وأن من أهم هذه المضاعفات الصدمة العصبية التي تصيب الفتاة و تلازمها طوال فترة حياتها ، والالتهابات التي قد تصيب موضوع عملية الختان ، وهو ما يؤدي الى اثار طويلة المدى على قناة فالوب بشكل قد يصل الى حدوث عقم للفتاة في المستقبل .

وأضاف أن من بين المضاعفات التي قد تحدث بسبب ختان الاناث هو حدوث ناسور بولي أو شرجي " تسرب البول والبراز وهو ما يؤثر على الحياة الطبيعية للفتاة في الصغر والكبر ، بالاضافة الى ان عملية الختان تعرض الفتاة عند الزواج في المستقبل لمشاكل كثيرة اهمها صعوبة المعاشرة الزوجية وكذلك صعوبة الولادة .

واوضح الدكتور " أبو السرور " ان هناك ثلاثة أنواع من ختان الاناث ، وجميعها يؤدي الى اضرار بالفتاة مع تفاوت النسب من بين نوع واخر ، وهذه الانواع هي ختان باستئصال جزء من جلدة " البظر " أو إزالة " البظر " باكملة وهو أقل انواع الختان ضرراً ، وهناك ختان باستئصال " البظر " والشفرة الصغرى للعضو التناسلي ، كما يوجد ختان باستئصال " البظر وشفرتى " العضو التناسلي لأكملها وحياكة هذه الاجزاء ببعضها ، وهو ما يسمى بـ " الختان الفرعوني " .

 الخلاصة :
1. الدين لم يأمر بعملية ختان الاناث ، وإنما أشار إليها .
2. الدين أشار الى كيفية القيام بعملية الختان ، وذلك حفاظاً على الفتاة .
3. الرسول صلى الله عليه وسلم ، كان لديه أربع بنات ( أم كلثوم ، زينب ، رقية ، فاطمة ) فلم نسمع بان إحدى بنات الرسول قد تمت لها هذه العملية آلا وهي عملية الختان .
4. " أم عطية " هي المرأة التي كانت تقوم بإجراء هذه العملية ، فلا يوجد هنا " هتك عرض " بينما نجد اليوم بان الوالدين يكلفوا تمرجي " رجل " باجراء هذه العملية لفتاة صغيرة ، ولكن هذه الفتاة تشعر بان كرامتها قد توارت تحت الثرى .

فالاسلام برئ من هذه الجريمة ، وأن كان اشار لعملية الختان فقد اشار لها ، لانه في بيئة صحراوية قاسية ، وفي فترة من الزمن تبلغ أكثر من 1400 سنه كانت الظروف مختلفة وطبيعة نمو الفتيات أيضاً مختلفة ، ففي مثل هذه الظروف قد تؤدي الى نمو العضو التناسلي للمراة بدرجة أكبر من الطبيعي مما يلزم اجراء عملية الختان حفاظاً على الفتاة ، وقد اشار الاسلام ايضاً الى كيفية اجراء عملية الختان في قول رسول الله لأم عطية : " اخفضي ولاتنهكي " وفي ذلك اشارة للحفاظ على حقوق المراة فالاسلام هو احرص ما يكون على المراة وحقوقها .

2- رأي القانون :
عملية الختان هي عملية غير مشروعة لوقوعها تحت طائلة التحريم وفقاً لقانون العقوبات إذ ينطوي على جرائم ثلاثة :
- الايذاء البدني .
- هتك العرض .
- ممارسة العمل الطبي بدون ترخيص .
رأي القانون في عملية الختان التي يجريها الطبيب :
انه جريمة جرح عمدية يعاقب عليها القانون طبقاً للمادة 242 – 241 عقوبات حسب مدة العلاج وتصل الى السجن لمدة ثلاثة سنوات ويعتبر الولي أو الوصي شريكاً بالاتفاق والتحريض والمساعدة ويتحمل المسئولية الجنائية والمدنية بجانب مسئولية الطبيب ولا يعفى الطبيب من العقاب الا في حالة الضرورة بشروطها القانونية .

أما اذا قام بهذه العملية غير طبيب سواء داية او حكيمة أو تمرجية أو غير ذلك فقد توافرت جريمتان جرح عمدي وممارسة الطب بدون ترخيص ويعاقب بأشد العقوبتين .

4- رأي نقابة الاطباء :
أعلنت نقابة الاطباء المصرية التي ترفض ممارسة ختان الاناث وتعتبر الطبيب الذي يمارس هذا العمل يخالف لائحة اداب المهنة لانه اعتداء على الصحة الجسدية والنفسية للاناث وهي ممارسة قهرية .
ولكن في احصاء حول رأي الاطباء في عملية الختان ، وجدنا ان نصف اطباء مصر يصرون على ختان الاناث رغم مناهضة الحكومة له ومنعه في المستشفيات .
5- آراء المؤتمرات والمنظمات :
تم عقد العديد من المؤتمرات الدولية لمحاولة منع ومكافحة ظاهرة ختان الاناث ومنها :
ما جاء به تقرير المؤتمر العالمي للأمم المتحدة للمرأة : المساواة والتنمية والسلم / كوبنهاجن ( 1400هـ - 1980 م ) : أنه " ينبغي منع ممارسات البتر التي تتبع بالنسبة الى المرأة ، فتصيب جسمها وصحتها بالضرر " .
وكذلك ورد في تقرير المؤتمر الدولي للسكان والتنمية / القاهرة ( 1415 هـ - 1994 م ) ما نص على :
"تحث الحكومة على حظر بتر أجزاء من الاعضاء التناسلية للاناث ، حيثما وجدت هذه الممارسة ، والعمل بنشاط على دعم جهود المنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية ، والمؤسسات الدينية ، الرامية الى القضاء على هذه الممارسات ".
" ينبغي أن تتخذ الحكومات اجراءات فعالة للقضاء على جميع أشكال الاكراه والتمييز في السياسات والممارسات ، وينبغي اعتماد وفرض التدابير الكفيلة بالقضاء على حالات بتر أجزاء من الأعضاء التناسلية للإناث " .
وكذلك تم التنويه في نفس المؤتمر على أنه :
- " ينبغي أن يكون التغير الفعال من الممارسات الضارة ، مثل بتر أجزاء من الأعضاء التناسلية للأنثى ، جزءاً لا يتجزأ من برامج الرعاية الصحية الأولية بما فيها من برامج الرعاية الصحية الانجابية " .
وجاء في تقرير المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة / بكين ( 1416 هـ - 1995 م ) :
- " فثمة دليل – على نطاق العالم – على وجود تمييز وعنف ضد البنات يبدآن منذ أولى مراحل حياتهن ، ويستمران بلا كابح طيلة حياتهن ، ومن ذلك تشويه الأعضاء التناسلية للإناث " .
- " يشمل العنف ضد المرأة – من ضمن ما يشمل : أعمال العنف البدني ، والجنسي ، والنفسي ، والتي تحدث في الأسرة ومن ذلك : ختان الإناث " .
وشدد مؤتمر بكين على :
- " سن وتنفيذ تشريعات تحني البنات من جميع أشكال العنف ، بما ذلك تشوية الأعضاء التناسلية للأنثى " .
- " وضع سياسات وبرامج تعطي الاولية لبرامج التعليم الرسمي ، التي من شأنها دعم البنات ، وتمكينهن من اكتساب المعرفة ، وتنمية تقدير الذات ، والاضطلاع بالمسئولية عن حياتهن ، وايلاء اهتمام خاص للبرامج الرامية الي تثقيف المرأة والرجل .. وبخاصة ال’باء والامهات ، بشأن أهمية صحة وسلامة البنت بدنياً وعقلياً – بما في ذلك إزالة التمييز ضد البنات ، مثل تشويه الاعضاء التناسلية للأنثى ".

- وذكرت " الحركة النسائية للمرأة " بقلم وصال عفيفي أنه عند دراسة الأشكال التي تظهر فيها الإنسانية وتفرض نفسها على الحياة اليومية للنساء والرجال في مصر فإنه دائماً ما يظهر تناقض " الخوف من سلطة الضعيف " ، فالرجال ، الذين يقال لنا طيلة الوقت أنهم الكائنات العاقلة البعيدة عن التأثر بالمشاعر ، هم في الوقت ذاته عاجزون عن التحكم في نوازعهم الجنسية في وجود النساء ومن هنا تبدأ النتائج العملية لهذا التصور في الظهور مثل تقييد حق المرأة في العمل أو في التعليم وكذلك ختان الاناث للتحكم في مشاعرهن الجنسية ، وغير ذلك من القضايا التي تظهر فيها بوضوح جنسانية المرأة وتخرج من النطاق الخاص الى العام .

- وجاء في مؤتمر " أوضاع المرأة المصرية بين الواقع و المأمول " أن خفاض البنات قد يكون سبباً في وفاتهن من آثار النزيف والصدمة العصبية أو النفسية ، وعلى الرغم من منع آداء هذه العملية في خدمات وزارة الصحة والسكان فمازال الأطباء يقومون بها ، والتغيرات كانت ضئيلة .

لقد حثت جميع المؤتمرات الدولية على حظر بتر أجزاء من الاعضاء التناسلية للإناث حيثما وجدت هذه الممارسة ، كما شددت على اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بالقضاء على هذه العادة السيئة في كافة المجتمعات .

حالات وتوصيات :
لقد تناولت بعض الحالات التي خضعت لعملية ختان الإناث ، إلا أن وصفها بــ " العملية " لا يليق بها في بعض الحالات ، فهي تكاد تكون جريمة قتل لكرامة و عزة وشرف الفتاه الصغيرة المكتوفة الأيدي ، العاجزة عن المقاومة ورفض هذا الواقع الأليم .

أكاد أعجز عن الكلام عن هذه الحالات ، فماذا أقول لهذه الطفلة الصغيرة التي جاءت تسألني وهي تبكي ... لماذا يحدث هذا لي ؟ ..... ماذا أقول لها ؟ ..... وهل ستفهم ما أقول ؟ ..... يا الله ! لن أستطيع أن أتكلم .... أشعر بالعجز والحزن فلا أملك إلا أن أقول ... لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

حالات : -
الحالة الأولي :-
هي حالة فتاة تدعي " زينب " وهي من أبشع وأقذر وأحقر وأسوأ حالات الختان التي تعرضت لها ، فلا أوصفها إلا بالجريمة التي يستحق مرتكبوها الإعدام وفي ميدان عام ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر ، في إحدى الليالي سمعت صوت صراخ عالي جداً يكاد يخرق طبلة الأذن ؟ آلا وهي " زينب " تصرخ من الألم والخوف طالبة النجدة من أي أحد يسمعها لينقذها من الجريمة التي تكاد ترتكب بحقها ، فقد أرسلت الأم في طلب أثنين .. أولهما ، حلاق صحة وهو المكلف بارتكاب الجريمة ، وثانيهما : شاب قوي آلا وهو " ابن الجيران " ، ودخل الاثنان معاً ، فقام ابن الجيران القوي بتقييد الفتاة عن الحركة تماماً ، وقام حلاق الصحة بإخراج أدوات الجريمة ثم شرع في جريمته بدون أي مخدر ، مما جعل الألم عنيفاً ومستمراً لفترة بعدها ، مما سبب لــ " زينب " ضرر نفسي وعصبي بالغ ، وصل إلي حد كراهية " الأم " وأخذت تشتمها وتسبها ، لقد عانت هذه الفتاة معاناة كبيرة ، فقد تعرضت لألم عضوي نتيجة لإجراء عملية الختان بدون مخدر ، و أيضاً تعرضت لألم نفسي نتيجة لرؤية " ابن الجيران " القوي لجسدها ، يالها من جريمة يخجل منها كل صاحب عفة وكرامة وشرف ، لأنها جريمة هتك عرض ، وإيذاء بدني ، وممارسة عمل طبي بدون ترخيص ، لقد تم اعتداء صارخ على كيان " زينب " العضوي والنفسي ، فما كان منها إلا أنها استسلمت أمام القوي " ابن الجيران " والجزار " حلاق الصحة " لقد استمعت احدي البنات لصراخ " زينب " عن مصدر الصراخ ، فلم تستطع أن تتحمل مثل هذه القسوة والوحشية ... وأنت سيدي ... هل تستطيع أن تتحمل؟!

الحالة الثانية :-
هذه الحالة قد تعرضت لأخطر المضاعفات التي تحدث نتيجة إجراء هذه العملية ألا وهو النزيف . الحالة الثانية هي حالة فتاة تدعي " لمياء " ،شعرت لمياء بالخوف حيث عرفت ما يحدث من ورائها ، همت نساء العائلة – وكانوا أربعة – بتقييد حركتها ، فصرخت لمياء – وأسرع الجيران إلي منزل لمياء – وكان من بينهم رجال – فوجوا لمياء وسط الدماء ، فعلموا أن الطبيب يجري لها عملية الختان ، وكان في الوقت نفسه ، والد لمياء جالساً في إحدى الغرف المجاورة غارقا في دموعه خوفاً على لمياء ، وبعد أن انتهي الطبيب منه عمله ، قام النساء بحمل لمياء إلي غرفتها . ولكن كانت المفاجأة بعد مرور يومين على العملية ، حيث تعرضت " لمياء " لنزيف شديد ، فصرخت الأم ... وأخذت تبحث عن نجدة وهي تبكي من شدة الخوف على ابنتها ، فأتت إليها إحدى نساء العائلة مسرعة وقامت بوقف النزيف بالوسائل التقليدية الغير طبية مما أدي إلي حدوث الالتهابات التي أوقفت لمياء عن الحركة قرابة شهر .

لقد تعرضت لمياء الألم عضوي نتيجة إجراء العملية وحدوث النزيف ، على الرغم أنه تم إجراء العملية لها بوضع مخدر ، ولكن نتيجة لإجراء العملية في مكان غير مطهر وكذلك وقف النزيف بالوسائل التقليدية ... كل ذلك أدي إلي حدوث الالتهابات ومن ثم ألم عضوي لهذه الفتاة – وأيضاً تعرضت لمياء لألم نفسي حيث دخل عليها الجيران – وكان منهم شباب ورجال – فرأوا لمياء وهي عارية ، فقالت لي هذه الفتاة أنها لا تستطيع أن ترفع عينها في أعين هؤلاء الذين رأوها على هذه الحالة حتى الآن ، فهي تشعر بالخجل والحزن وفقدان الشرف والكرامة .

الحالة الثالثة :-
وهي حالة " هبة " ، تم إجراء هذه العملية لها في مرحلة الإعدادي ، حيث جاء إلي المنزل رجل طويل عريض المنكبين مفتول العضلات أشبه برجال " المصارعة الحرة " ، علمت الفتاة أنه " تمرجي " أتي ليجري لها العملية ، فاستسلمت هبه لواقعها المرير ، وما صرخت إلا من شدة ألم " حقنه المخدر " فقام الــ " تمرجي " بضربها على فخذها لتصمت ، فكتمت أنفاسها وأخذ قلبها يصرخ ، ثم انتهي التمرجي من عمله وذهب ، وبعد العملية بحوالي ثلاث ساعات ، تعرضت هبه لاضطرابات البول حيث حبست البول نتيجة للخوف من ألم الحرقان أثناء التبول نتيجة لإصابة فتحة البول .... وبعد عدة أيام استطاعت هبه أن تسير بطريقة عادية إلي حد ما . وإلي الآن مازالت تذكر ما حدث لها وكأنه محفور في عقلها .

الحالة الرابعة :-
وهي حالة تشوه خارجي للعضو التناسلي ، لقد تعرضت " سلمي " لحالة تشوه خارجي حيث التئم الجرح بنسيج ليفي مما أدي إلي تشوه بالمكان وحدث التشوه نتيجة لعدم إزالة أجزاء متساوية من على جانبي المنطقة مما أدي إلي ظهور زوائد جلدية أخذت تنمو وتتدلي بعد ذلك وقد أخفت سلمي هذه الحقيقة عن والدتها حتى لا تقوم بتكرار إجراء العملية لها – وقالت سلمي أنه بعد أن انتهي التمرجي من إجراء العملية ، جاء مرة أخري ليطمئن عليها وأخذ ينظر إلي الجرح وكان عينيه تقول بأن العملية لم تتم كما ينبغي – ولكن ليس هذا هو الجزء المهم ، فالجزء المهم الذي يثير قلق الفتاة هو ما سيحدث بعد الزواج نتيجة هذا التشوه التي لا تعرف مدي تأثيره .

إن الاعتقاد بأن " ختان الإناث " يحمي الفتاة من الفاحشة ويحافظ عليها ويساعد زيادة الفرصة في الزواج والحمل ، هو في الحقيقة اعتقاد وهمي ، فهناك العديد من الفتيات التي لم تجري لها عملية الختان ومع ذلك قد تزوجت وأصبح لديها من الأطفال ما يجعلها في سعادة غامرة مع زوجها . على سبيل المثال : حالة فتاة تدعي " نانسي " ، فهى الآن تعيش مع زوجها وابنتها " فيروز" في السويس ، وكذلك فتاة تدعي " مروة " وهي الآن تعيش مع زوجها في المملكة العربية السعودية .

لذا فان الأخلاق ليس لها علاقة بختان الإناث ، وكما ذكرنا من قبل أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان لديه أربع بنات ومع ذلك فلم تسمع أن إحدى بنات الرسول قد أجريت لها هذه العملية . فالفتاة التي تنشأ تنشئة سليمة ، تكون هي رقيبة على نفسها ، فهناك العديد والعديد من الفتيات التي أجريت لهم هذه العملية وعلى الرغم من ذلك قد انحرفوا وضلوا الطريق الصحيح – فالأخلاق هي الأخلاق وليست ختان الإناث .


توصيات :-
المجتمع المصري هو مجتمع شرقي ، بمعني أنه يتأثر بالروحانيات أكثر من الماديات ، والروحانيات هنا تتمثل في الدين لذا فما يقوله الدين لابد أن ينغذ وإلا يكون الفرد عاصياً لما أمر به الله ، وفي هذه القضية – ختان الإناث – نجد أن الاعتقاد السائد بين الناس هو وجوب إجراء هذه العملية لآن الدين أمر بها حماية للأنثى ، لذا فإن الدين هو المحور الأساسي الذي يدور حوله تفكير واعتقاد الغالبية العظمي من الأفراد داخل المجتمع ، من هنا لابد أن تستدعي جميع القوي لتصحيح هذا الاعتقاد لدي الأفراد .... فعملية ختان الإناث هي عملية لا تتم إلا في حالة نمو العضو التناسلي للمرأة بدرجة أكبر من الطبيعي ، وأيضا لابد أن تتم العملية في مكان مناسب ومطهر كأي عملية أخري ... فهي حالة مرضية ولابد من علاجها وليس بالضرورة أن كل فتاة لابد أن تتم لها هذه العملية ، لذا لابد من الحد من عملية ختان الإناث لما لها من آثار سلبية على المرأة طوال حياتها .

هناك عدة وسائل للحد من هذه الظاهرة :-
1) القانون :
لابد أن يصدر قانوناً صارماً يطبق على كل من يرتكب هذه الجريمة ، ولا تتوقف عقوبة هذه الجريمة إلي حد السجن ، وإنما يمتد إلي الإعدام في حالة وفاة الطفلة ، فما ذكرناه من قبل من آثار هذه العادة السيئة – يستوجب علينا أن نقف أمامها بكل قوتنا ، حيث ينبغي أن تتغذ الحكومة إجراءات فعالة من أجل إبادة هذه الظاهرة ، فلابد من وضع حد لها عن طريق إصدار القوانين التي تحاسب مرتكبيها حساباً عسيراً .
2) الإعلام :
الإعلام من أهم وسائل التربية التي تستخدمها الدول المتقدمة صاحبة الحضارات العريقة على مر العصور ، لذا ينبغي للحكومة أن تتخذ خطوات عاجلة لوقف ممارسة بتر أجزاء من الأعضاء التناسلية للاناث وحماية النساء والفتيات من جميع هذه الممارسات غير الضرورية والخطرة وذلك عن طريق وضع برامج قوية واسعة الانتشار ، ويشارك فيها الزعماء الدينيون الذين يشتهروا بالمصداقية – وعلى الإعلام أن يركز على رأي الدين في هذه المسألة ، فالدين له أثر كبير على المجتمع المصري . الإعلام وسيلة هامة إذا أحسن استخدامها سيحقق انجازاً في تربية النفس البشرية وتثقيفها و تأهيلها لإدارة المجتمع .

3) الثقافة والتعليم :
كلا من وزارة الثقافة ووزارة التربية و التعليم دور هام في مكافحة ظاهرة " ختان الإناث "، وذلك عن طريق وضع السياسيات الفعالة والبرامج المعرفية التي تهدف إلي دعم البنات وتثقيفهم وتمكينهم من اكتساب المعارف المفيدة التي تساعد على تنمية قدراتهم الذاتية وكذلك والاضطلاع بالمسئولية عن حياتهن ، وكذلك إبلاء اهتمام خاص للبرامج الرامية إلي تثقيف المرأة والرجل وبخاصة الآباء والأمهات ، بشأن أهمية صحة وسلامة الفتاة بديناً ونفسياً وعقلياً .

4) وزارة الصحة والسكان :
من أهم الوزارات التي شأنها القضاء على هذه العادة السيئة ، فقد أثبتت الإحصاءات أن أكثر من 90 % من البنات اللاتي تجري عليهن هذه العملية قد تؤدي إلي وفاتهن من النزيف والصدمة العصبية ، وعلى الرغم من منع أداء هذه العملية في خدمات وزارة الصحة والسكان إلا أنه مازال الأطباء يقومون بها . لذا يجب على وزارة الصحة أن تضع برامج صحية لتوعية النساء بمخاطر هذه العادة على الفتاة صحياً وجنسياً ونفسياً واجتماعياً ، وأن تكون هذه البرامج مركزة على القرى والكفور والمناطق النائية عن الحضر .

من هنا نجد أن كل من وزارة التعليم ووزارة الثقافة ووزارة الصحة والسكان ووزارة الإعلام مسئولين عن مكافحة هذه العادة .
خــاتمـة
ختان الإناث ليست إرثا فرعونيا أو واجبا ً دينيا ً إنما هي عادة , اعتاد عليها المجتمع دون النظر إلي مردودها وأثرها على الفتيات . فقد حرمتها الأديان ونصت على عدم وجوب حدوثها لما تسببه من آثار صحية ونفسية وجنسية ضارة بالطفلة الصغيرة , لقد وجدت هذه العادة في المجتمع المصري نتيجة الاعتقاد بوجوبها وارتباطها بالدين ,وحتمية ممارستها حفاظا على الأنثى من الانحراف والوقوع في الفاحشة حيث يعتقد البعض بأنها تعمل على تعديل الشهوة لدى الفتاة .

ولكن نظراً لما تعانيه المرأة من هذه الظاهرة وكثرة الحوادث التي انتشرت نتيجة إجراء هذه العملية أدى ذلك إلي رفض المجتمع الدولي لهذه العادة حفاظا على المرأة وحقوقها حيث اعتبر أن مثل هذه العادة التي ترتكب في حق المرأة هو عنف صارخ ضد المرأة بما تشمله هذه العادة من أعمال العنف البدني , والجنسي والنفسي لذلك قامت الدولة بسن قوانين لمواجهة مرتكبي هذه الممارسة الضارة , وكذلك قدمت دعم قوي للجهود التي تبذلها المنظمات غير الحكومية والمنظمات الأهلية من أجل القضاء على هذه الممارسات .

لابد من أن تتكاتف جميع قوى الدولة من تعليم , وثقافة , وصحة , وإعلام ,من أجل وضع حد لهذه الظاهرة التي تدمر بناتنا ونسائنا . فالمرأة هي أصل الحضارة فهي مربية الأجيال وباعثة الأبطال , فبدونها تضيع الأخلاق والقيم .
الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
لذا وجب علينا أن تحسن تربية بناتنا وأن نمنع عنهم ما يعكر صفاء نفوسهم ونقاء عقولهم وطهارة قلوبهم .

ليست هناك تعليقات:

أنا و أنت من فصيلة دم واحدة