الجمعة، 14 أغسطس 2009

الفضائيات والشباب

تأثير القنوات الفضائية على الشباب






من المفترض أن الإعلام وسيله لنشر القيم والمبادئ والثقافة والوعى وليس وسيله لنشر الفساد والانحلال والإباحية والسفه والعنف. لقد انتقلت الوسيلة الإعلامية من هدفها الأساسي آلا وهو غرس القيم السامية فى نفوس الأفراد الى وسيلة هادمة لأسمى مبادئ وقيم الإنسانية .
فلا يصح تسميتها الا بتجارة الإعلام . نعم , انها تجارة فاسدة تبيع كل مل هو رخيص وفاسد مما آثار جنون الأفراد فأصبحنا نشهد جرائم القتل والتحرش والاغتصاب وكافة الجرائم بشتى انواعها . فضلا عما تثيره هذه المشاهد الفاسدة من أمراض . قد ساعد التطور المذهل فى وسائل الأعلام والاتصال يصاحبه تطور مواز فى مجالات الدعاية على سهولة الوصول إلى كل شعوب الأرض أينما كانت سواء كان الفرد نائما فى مخدعه أو حتى محاربا على جبهة القتال والسعى إلى مد النفوذ الفكري والثقافي توطئة لتوسيع الهيمنة السياسية والاقتصادية والعسكرية لتشمل كل البقاع المعمورة وصارت الدول والأفراد تنفق المليارات ( 1 ) من اجل الفوز فى معركة " الاستيلاء على عقول البشر " لإحكام السيطرة على مقدرات الشعوب وإخضاعها. هناك عديد من الدراسات التى اثبتت مدى خطورة القنوات الاباحية حيث توصلت دراسة طبية أجريت على عينة قوامها 500 طالبة ممن يشاهدن الدش بشكل منتظم إلى نتائج تشير إلى إصابة هؤلاء الفتيات بأمراض في الجهاز التناسلي والمجرى البولي وحدوث تغيرات كبيرة طرأت على سلوكهن، حيث انحصر تفكيرهن غالبية الوقت في الجنس.ويقول الدكتور بكلية الطب جامعة القاهرة سعيد ثابت في دراسته أن المرض أصبح معترفاً به من قبل الجمعيات الطبية العالمية وتم تسجيله بكتب الطب الحديثة باسم "دش سيند رم" ويؤدي أيضا إلى تغيير عادات وسلوك المصابين به ، كما أنه يعمل على زعزعة الأخلاقيات. واعتمد سعيد في دراسته على تسجيل الاضطرابات الحاصلة وثائقيا من خلال الأرقام التي رصدها طوال عام كامل وهي مدة الدراسة.فما تثيره القنوات الفضائية من أفكار وما تضخه من مفاهيم خاطئة لا تعي آثارها ومردودها قد أدى إلى انهيار الأساس والبنية الأخلاقية التي من دونها يسقط المجتمع كل . هذا الانهيار القيمى فى ظل غفلة النظام الرقابي داخل المجتمع . لا أدرى كيف سمى هذا النظام ب "الرقابة" , إن فاقد الشيء لا يعطيه ,هذا النظام الرقابي يحتاج الى نظام رقابي آخر ليراقبه. أتساءل كيف يوجد مثل هذا النظام فى ظل كم الفساد الذي نعيشه والذي كاد ان نغرق به.

انصراف الإعلام عن قضايا المجتمع الهامة إلى نزوات وتجارة شهوات تثير من خلالها غرائز الشباب .هو أمر في حد ذاته طريق نحو الهلاك .فقد وجدنا في عديد من الأفلام , التي تناقش عديد من القضايا الهامة والشائكة والمثيرة للجدل ,قد انصرف صانعها إلى مشاهد رخيصة شغلت فكر المشاهد وألهته عن القضية الأساسية , نعم " ألهته " لأنها لهو وعبث , و"اللاهي" هو كل شخص يلهو الناس عن القيم والفضائل ويزج بهم إلى طرق الشيطان المتفرعة والكثيرة والبعيدة كل البعد عن الطريق المستقيم , حيث تزدحم فضائياتنا العربية بقنوات الأغاني السامة والتي تسمم عقول الشباب والفتيات وتثير غرائزهم بشتى أنواع الفيديو كليبات وما فيها من عري وأجساد رخيصة تتمايل على الأغاني الماجنة برقصات فاجرة يخجل الإنسان السوي من النظر اليها....ولا ننسى تلك القنوات المخصصة للأفلام الهابطة والتي تهدم القيم والمبادئ والأخلاق وتزرع في نفوس الشباب من الجنسين حب الشهوات .وأيضا تلك المسلسلات المدبلجه التي غصت بها القنوات الفضائية ومافيها من اعتقادات وأفكار مسمومة ...وهي موجهة الى فئة المراهقين والمراهقات لكي تحلل لهم العلاقات المحرمة وتسهل لهم طريق الفاحشة الا من رحم الله ولم يتوقف أعداء الأثر عند هذا الحد ولكنه وصل الى الأطفال فقد خصصوا لهم قنوات تعلمهم وتزرع فيهم العنف وتسهل لهم طريق الجريمة والأرهاب

ان ما لمسناه من مظاهر العنف فى الفترة الأخيرة دليل على مدى تأثير مثل هذه القنوات فى عقول الشباب , لقد وجدنا العنف فى جميع المراحل والطبقات , وجدنا العنف في المدارس فى حادثة طعن التلميذ لزميله فى إحدى مدارس المنوفية , ووجدنا العنف فى العمل فى حادثة ضرب المدرس للطالب مما أدى الى وفاته فى الإسكندرية , وجدنا العنف في المنازل في حوادث ضرب الأزواج لزوجاتهم وكان أخرهم حادثة حلوان والتي راح ضحيتها زوجة فى الخامسة والعشرين من عمرها جراء ضربها بلوح خشبي من قبل الزوج . إن العنف الأسري هو أشهر أنواع العنف البشري انتشاراً في زمننا هذا، ورغم أننا لم نحصل بعد على دراسة دقيقة تبين لنا نسبة هذا العنف الأسري في مجتمعنا إلا أن آثاراً له بدأت تظهر بشكل ملموس على السطح مما ينبأ أن نسبته في ارتفاع وتحتاج من كافة أطراف المجتمع التحرك بصفة سريعة وجدية لوقف هذا النمو وإصلاح ما يمكن إصلاحه.هناك أسباب كثيرة للعنف الأسري منها القنوات الفضائية وتأثيرها في الأسرة، وسوء استخدام الإنترنت، إضافة إلى العولمة وتأثيراتها من الناحية الإيجابية والسلبية. لقد دق العنف أبواب كل منزل فما من منزل ولا شارع ولا مدرسة إلا ودخلها شكل من أشكال العنف , ويتساءل الكثير ما السبب ؟ الا تعرف ما السبب؟ ؛ الأسباب كثيرة ولكن أهمها ما نشاهده وما نسمعه . بدلا من تساؤلك عن السبب : تساءل عن كم شاب ورجل يفضل أفلام العنف ؟ وكم فتاة وامراه تفضل أفلام الإثارة والتشويق ؟

لقد أثبتت الدراسة أن 53% من الفتيات بعد أن تعرضن للتشويش الفكري من جراء ما شاهدنه في التلفزيون. ومن النتائج أيضا ضعف الالتزام الدراسي لدى الفتيات من خلال 32% من العينة تم تغيبهن عن حضور المحاضرات. ومن أهم نتائج مرض "الدش" زيادة نسبة المعاناة من الأمراض النسائية بشكل عام بنسبة وصلت إلى 8% عن النسبة العادية. كما أدى المرض إلى حدوث تحولات وتغيرات جذرية في الفكر العاطفي لدى الفتيات ، فتحولت من الرومانسية إلى الواقعية، حيث تنازلن عن فكرة أن الحب والتكافؤ هما أساس الارتباط والزواج الناجح ، وظهر ذلك التغير الفكري بين 30%من الفتيات ، وقبلت 42% منهن أيضا فكرة الزواج المبكر، وانخفضت حدة الشروط المطلوبة في زوج المستقبل .ولأن زيادة الشعور بالرغبة الجنسية تتطلب وجود الطرف الآخر والحديث معه أطول وقت ممكن ، فقد وافقت 33% من الفتيات على فكرة الاختلاط والتجارب العاطفية المبكرة . عندما تعرف هذه النتيجة , نصيحة ؛لا تكتئب لأننا كما نواجه موجة من الهدم فهناك أيضا موجه فى سبيل البناء . ليست كل القنوات الفضائية قنوات رخيصة وفاسدة وانما هناك جانب آخر يشع بنور الأمل وينادى بفجر جديد وجيل جديد , فلا تيأس وانتظره معي وكما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام " الخير في وفى أمتي إلى يوم القيامة " فما اشتد ظلام الا وقد اتى بعده فجر جديد .


Web sites
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=43&issueno=10754&article=469894&feature=

http://www.saaid.net/bahoth/19-2.htm

http://forum.roro44.com/135822.html

http://www.denana.com/main/articles.aspx?selected_article_no=5988

http://www.jewa.org.ae/Magazines/22-2004/new_page_2.htm

http://e3lam.yoo7.com/montada-f22/topic-t144.htm

http://sahatksa.com/forum/index.php?act=Print&client=choose&f=2&t=31390

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مقال جميل جدا

أنا و أنت من فصيلة دم واحدة